المواراة
4:2
4:3
4:5
4:6
4:7
4:9
4:13
4:15
4:17
4:18
4:20
4:21
4:22
4:23
4:26
4:28
4:29
4:30
4:34
4:35
4:36
4:37
4:39
4:42
4:44
الإصحاح 6 
6:2
6:5
6:7
6:8
6:9
6:10
6:11
6:12
6:14
6:15
6:16
6:18
6:24
6:28
6:30
6:32
6:33
6:34
6:47
6:49
الإصحاح 7 
7:2
7:3
7:4
7:5
7:6
7:7
7:8
7:9
7:10
7:11
7:12
7:13
7:14
7:15
7:17
7:20
7:21
7:24
7:25
7:26
7:32
7:33
7:34
7:35
7:36
7:38
7:40
7:41
7:42
7:43
7:44
7:45
7:46
7:47
7:48
7:49
7:50
الإصحاح 22 
22:2
22:4
22:5
22:6
22:8
22:9
22:10
22:11
22:12
22:13
22:15
22:17
22:18
22:20
22:23
22:24
22:25
22:26
22:28
22:29
22:33
22:36
22:38
22:41
22:42
22:43
22:44
22:45
22:46
22:48
22:49
22:50
22:51
22:52
22:53
22:55
22:56
22:57
22:58
22:59
22:60
22:62
22:64
22:65
22:67
22:68
22:70
22:71
الإصحاح 24 
24:2
24:3
24:4
24:5
24:8
24:9
24:10
24:11
24:14
24:15
24:16
24:17
24:18
24:20
24:22
24:23
24:24
24:27
24:28
24:29
24:30
24:31
24:32
24:33
24:34
24:35
24:37
24:38
24:39
24:40
24:41
24:42
24:43
24:47
24:48
24:50
24:52
24:53
ورجع يسوع من الأردن، وهو ممتلئ من الروح القدس، فكان يقوده الروح في البرية
أربعين يوما، وإبليس يجربه، ولم يأكل شيئا في تلك الأيام. فلما انقضت أحس بالجوع.
فقال له إبليس: (( إن كنت ابن الله، فمر هذا الحجر أن يصير رغيفا)).
فأجابه يسوع: (( مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)).
فصعد به إبليس، وأراه جميع ممالك الأرض في لحظة من الزمن،
وقال له: (( أوليك هذا السلطان كله ومجد هذه الـممالك، لأنه سلم إلي وأنا أوليه من أشاء.
فإن سجدت لي، يعود إليك ذلك كله )).
فأجابه يسوع: (( مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد)).
فمضى به إلى أورشليم، وأقامه على شرفة الـهيكل وقال له: (( إن كنت ابن الله، فألق بنفسك من ههنا إلى الأسفل،
لأنه مكتوب: يوصي ملائكته بك ليحفظوك))،
ومكتوب أيضا: ((على أيديهم يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك)).
فأجابه يسوع: (( لقد قيل: لا تجربن الرب إلـهك)).
فلما أنهى إبليس جميع ما عنده من تجربة، انصرف عنه إلى أن يحين الوقت.
وعاد يسوع إلى الجليل بقوة الروح، فانتشر خبره في الناحية كلها.
وكان يعلم في مجامعهم فيمجدونه جميعا.
وأتى الناصرة حيث نشأ، ودخل الـمجمع يوم السبت على عادته، وقام ليقرأ.
فدفع إليه سفر النبي أشعيا، ففتح السفر فوجد الـمكان المكتوب فيه:
((روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأفرج عن الـمظلومين
وأعلن سنة رضا عند الرب)).
ثم طوى السفر فأعاده إلى الخادم وجلس. وكانت عيون أهل الـمجمع كلهم شاخصة إليه.
فأخذ يقول لهم: ((اليوم تمت هذه الآية بمسمع منكم)).
وكانوا يشهدون له بأجمعهم، ويعجبون من كلام النعمة الذي يخرج من فمه فيقولون: ((أما هذا ابن يوسف ؟))
فقال لهم: ((لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل: يا طبيب اشف نفسك. فاصنع ههنا في وطنك كل شيء سمعنا أنه جرى في كفرناحوم)).
وأضاف: ((الحق أقول لكم: ما من نبي يقبل في وطنه.
((وبحق أقول لكم: ((كان في إسرائيل كثير من الأرامل في أيام إيليا، حين احتبست السماء ثلاث سنوات وستة أشهر، فأصابت الأرض كلها مجاعة شديدة،
ولم يرسل إيليا إلى واحدة منهن، وإنما أرسل إلى أرملة في صرفت صيدا.
وكان في إسرائيل كثير من البرص على عهد النبي أليشاع، فلم يبرأ واحد منهم، وإنما برئ نعمان السوري)).
فثار ثائر جميع الذين في الـمجمع عند سماعهم هذا الكلام.
فقاموا ودفعوه إلى خارج الـمدينة وساقوه إلى حرف الـجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه عنه،
ولكنه مر من بينهم ومضى.
ونزل إلى كفرناحوم، وهي مدينة في الـجليل، فجعل يعلمهم يوم السبت.
فأعجبوا بتعليمه لأنه كان يتكلم بسلطان.
وكان في الـمجمع رجل فيه روح شيطان نجس، فصاح بأعلى صوته:
((آه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري! أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله)).
فانتهره يسوع قال: ((اخرس واخرج منه!)) فصرعه الشيطان في وسط الـمجمع، وخرج منه، من غير أن يمسه بسوء.
فاستولى الرعب عليهم جميعا، وقال بعضهم لبعض: ((ما هذا الكلام؟ إنه يأمر الأرواح النجسة بسلطان وقوة فتخرج)).
فذاع صيته في كل مكان من تلك الناحية.
ثم ترك الـمجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماة سمعان مصابة بحمى شديدة فسألوه أن يسعفها،
فانحنى عليها، وزجر الـحمى ففارقتها، فنهضت من وقتها وأخذت تخدمهم.
وعند غروب الشمس، أخذ جميع الذين عندهم مرضى على اختلاف العلل يأتونه بهم. فكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيه.
وكانت الشياطين أيضا تخرج من أناس كثيرين وهي تصيح: ((أنت ابن الله! )) فكان ينتهرها ولا يدعها تتكلم، لأنها عرفت أنه الـمسيح.
وخرج عند الصباح، وذهب إلى مكان قفر، فسعت إليه الـجموع تطلبه فأدركته، وحاولوا أن يمسكوا به لئلا يذهب عنهم،
فقال لهم: ((يجب علي أن أبشر سائر الـمدن أيضا بملكوت الله، فإني لهذا أرسلت)).
وأخذ يبشر في مجامع اليهودية.
ومر يسوع في السبت من بين الزروع، فجعل تلاميذه يقلعون السنبل ويفركونه بأيديهم ثم يأكلونه.
فقال بعض الفريسيين: (( ما لكم تفعلون ما لا يحل في السبت؟ ))
فأجابهم يسوع: (( أوما قرأتم ما فعل داود حين جاع هو والذين معه،
كيف دخل بيت الله فأخذ الخبز المقدس، وأكل وأعطى منه للذين معه، مع أن أكله لا يحل إلا للكهنة وحدهم؟ )).
ثم قال لهم: (( إن ابن الإنسان سـيد السبت )).
ودخل المجمع في سبت آخر، وأخذ يعلم. وكان هناك رجل يده اليمنى شلاء.
وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه، ليروا هل يجري الشفاء في السبت، فيجدوا ما يشكونه به.
فعلم أفكارهم، فقال للرجل ذي اليد الشلاء: (( قم فقف في وسط الجماعة! )) فقام ووقف فيه.
فقال لهم يسوع: (( أسألكم: هل يحل عمل الخير في السبت أم عمل الشر، وتخليص نفس أم إهلاكها؟ ))
ثم أجال طرفه فيهم جميعا، وقال له: (( أمدد يدك )) ففعل فعادت يده صحيحة.
فجن جنونهم وتباحثوا فيما يصنعون بيسوع.
وفي تلك الأيام ذهب إلى الجبل ليصلي، فأحيا الليل كله في الصلاة لله.
ولـما طلع الصباح دعا تلاميذه، فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلا وهم:
سمعان وسماه بطرس، وأندراوس أخوه، ويعقوب ويوحنا، وفيلبس وبرتلماوس،
ومتى وتوما، ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يقال له الغيور،
ويهوذا بن يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الذي انقلب خائنا.
ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط، وهناك جمع كثير من تلاميذه، وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم، وساحل صور وصيدا،
ولقد جاؤوا ليسمعوه ويبرأوا من أمراضهم. وكان الذين تخبطهم الأرواح النجسة يشفون،
وكان الجمع كله يحاول أن يلمسه، لأن قوة كانت تخرج منه فتبرئهم جميعا.
ورفع عينيه نحو تلاميذه وقال: (( طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله.
طوبى لكم أيها الجائعون الآن فسوف تشبعون. طوبى لكم أيها الباكون الآن فسوف تضحكون.
طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمكم ونبذوه على أنه عار من أجل ابن الإنسان.
افرحوا في ذلك اليوم واهتزوا طربا، فها إن أجركم في السماء عظيم، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء.
لكن الويل لكم أيها الأغنياء فقد نلتم عزاءكم.
الويل لكم أيها الشباع الآن فسوف تجوعون. الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون.
الويل لكم إذا مدحكم جميع الناس فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذابين.
((وأما أنتم أيها السامعون، فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم،
وباركوا لاعنيكم، وصلوا من أجل المفترين الكذب عليكم.
من ضربك على خدك فاعرض له الآخر. ومن انتزع منك رداءك فلا تمنعه قميصك.
وكل من سألك فأعطه، ومن اغتصب مالك فلا تطالبه به.
وكما تريدون أن يعاملكم الناس فكذلك عاملوهم.
فإن أحببتم من يحبكم، فأي فضل لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يحبون من يحبهم.
وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم، فأي فضل لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يفعلون ذلك.
وإن أقرضتم من ترجون أن تستوفوا منه، فأي فضل لكم ؟ فهناك خاطئون يقرضون خاطئين ليستوفوا مثل قرضهم.
ولكن أحبوا أعداءكم، وأحسنوا وأقرضوا غير راجين عوضا، فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العلي، لأنه هو يلطف بناكري الجميل والأشرار.
كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم.
لا تدينوا فلا تدانوا. لا تحكموا على أحد فلا يحكم عليكم.أعفوا يعف عنكم.
أعطوا تعطوا: ستعطون في أحضانكم كيلا حسنا مركوما مهزهزا طافحا، لأنه يكال لكم بما تكيلون)).
وضرب لهم مثلا قال: ((أيستطيع الأعمى أن يقود الأعمى ؟ ألا يسقط كلاهما في حفرة ؟
ما من تلميذ أسمى من معلمه. كل تلميذ اكتمل علمه يكون مثل معلمه.
لماذا تنظر إلى القذى الذي في عين أخيك ؟ والخشبة التي في عينك أفلا تأبه لها ؟
كيف يمكنك أن تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القذى الذي في عينك، وأنت لا ترى الخشبة التي في عينك ؟ أيها المرائي، أخرج الخشبة من عينك أولا، وعندئذ تبصر فتخرج القذى الذي في عين أخيك.
ما من شجرة طيبة تثمر ثمرا خبيثا، ولا من شجرة خبيثة تثمر ثمرا طيبا.
فكل شجرة تعرف من ثمرها، لأنه من الشوك لا يجنى تين، ولا من العليق يقطف عنب.
الإنسان الطيب من الكنز الطيب في قلبه يخرج ما هو طيب، والإنسان الخبيث من كنزه الخبيث يخرج ما هو خبيث، فمن فيض قلبه يتكلم لسانه.
لماذا تدعونني: يا رب، يا رب ! ولا تعملون بما أقول ؟
كل من يأتي إلي ويسمع كلامي فيعمل به، سأبين لكم من يشبه:
يشبه رجلا بنى بيتا، فحفر وعمق الحفر، ثم وضع الأساس على الصخر. فلما فاضت المياه اندفع النهر على ذلك البيت، فلم يقو على زعزعته لأنه بني بناء محكما.
وأما الذي يسمع ولا يعمل، فإنه يشبه رجلا بنى بيتا على التراب بغير أساس، فاندفع النهر عليه فانهار لوقته، وكان خراب ذلك البيت جسيما)).
ولما أتم جميع كلامه بمسمع من الشعب، دخل كفرناحوم.
وكان لقائد مائة خادم مريض قد أشرف على الموت، وكان عزيزا عليه.
فلما سمع بيسوع، أوفد إليه بعض أعيان اليهود يسأله أن يأتي فينقذ خادمه.
ولما وصلوا إلى يسوع، سألوه بإلحاح قالوا: ((إنه يستحق أن تمنحه ذلك،
لأنه يحب أمتنا، وهو الذي بنى لنا المجمع)).
فمضى يسوع معهم. وما إن صار غير بعيد من البيت، حتى أرسل إليه قائد المائة بعض أصدقائه يقول له: ((يا رب، لا تزعج نفسك، فإني لست أهلا لأن تدخل تحت سقفي،
ولذلك لم أرني أهلا لأن أجيء إليك، ولكن قل كلمة يشف خادمي.
فأنا مرؤوس ولي جند بإمرتي، أقول لهذا: اذهب! فيذهب، وللآخر: تعال! فيأتي، ولخادمي: افعل هذا! فيفعله)).
فلما سمع يسوع ذلك، أعجب به والتفت إلى الجمع الذي يتبعه فقال: ((أقول لكم: لم أجد مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل)).
ورجع المرسلون إلى البيت، فوجدوا الخادم قد ردت إليه العافية.
وذهب بعدئذ إلى مدينة يقال لها نائين، وتلاميذه يسيرون معه، وجمع كثير.
فلما اقترب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابن وحيد لأمه وهي أرملة. وكان يصحبها جمع كثير من المدينة.
فلما رآها الرب أخذته الشفقة عليها، فقال لها: ((لا تبكي! ))
ثم دنا من النعش، فلمسه فوقف حاملوه. فقال: ((يا فتى، أقول لك: قم! ))
فجلس الميت وأخذ يتكلم، فسلمه إلى أمه.
فاستولى الخوف عليهم جميعا فمجدوا الله قائلين:((قام فينا نبي عظيم، وافتقد الله شعبه! ))
وانتشر هذا الكلام في شأنه في اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة.
وأخبر يوحنا تلاميذه بهذه الأمور كلها، فدعا اثنين من تلاميذه
وأرسلهما إلى الرب يسأله: (( أأنت الآتي أم آخر ننتظر ؟))
فلما وصل الرجلان إلى يسوع قالا له: ((إن يوحنا المعمدان أوفدنا إليك يسأل: أأنت الآتي أم آخر ننتظر ؟ ))
في تلك الساعة شفى أناسا كثيرين من الأمراض والعلل والأرواح الخبيثة، ووهب البصر لكثير من العميان،
ثم أجابهما:(( اذهبا فأخبرا يوحنا بما سمعتما ورأيتما: العميان يبصرون، العرج يمشون مشيا سويا، البرص يبرأون والصم يسمعون، الموتى يقومون، الفقراء يبشرون.
وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة )).
ولـما انصرف رسولا يوحنا، أخذ يقول للجموع في شأن يوحنا: ((ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون ؟ أقصبة تهزها الريح ؟
بل ماذا خرجتم ترون ؟ أرجلا يلبس الثياب الناعمة ؟ ها إن الذين يلبسون الثياب الفاخرة ويعيشون عيشة الترف يقيمون في قصور الملوك.
بل ماذا خرجتم ترون ؟ أنبيا ؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبي.
فهذا الذي كتب في شأنه: ((هاءنذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك)).
أقول لكم: ليس في أولاد النساء أكبر من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أكبر منه.
فجميع الشعب الذي سمعه حتى الجباة أنفسهم بروا الله، فاعتمدوا عن يد يوحنا.
وأما الفريسيون وعلماء الشريعة فلم يعتمدوا عن يده فأعرضوا عن تدبير الله في أمرهم.
((فبمن أشبه أهل هذا الجيل ؟ ومن يشبهون ؟
يشبهون أولادا قاعدين في الساحة يصيح بعضهم ببعض فيقولون: (( زمرنا لكم فلم ترقصوا ندبنا فلم تبكوا)).
جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا، فقلتم: لقد جن.
وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقلتم: هوذا رجل أكول شريب للخمر صديق للجباة والخاطئين.
ولكن الحكمة قد برها جميع بنيها)).
ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده، فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة.
وإذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة، علمت أنه على المائدة في بيت الفريسي، فجاءت ومعها قاروة طيب،
ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي، وجعلت تبل قدميه بالدموع، وتمسحهما بشعر رأسها، وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب.
فلما رأى الفريسي الذي دعاه هذا الأمر، قال في نفسه: ((لو كان هذا الرجل نبيا، لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها: إنها خاطئة)).
فأجابه يسوع: ((يا سمعان، عندي ما أقوله لك ))فقال:((قل يا معلم)).
قال: ((كان لمداين مدينان، على أحدهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون.
ولم يكن بإمكانهما أن يوفيا دينهما فأعفاهما جميعا. فأيهما يكون أكثر حبا له ؟))
فأجابه سمعان: ((أظنه ذاك الذي أعفاه من الأكثر)). فقال له: ((بالصواب حكمت)).
ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: ((أترى هذه المرأة ؟ إني دخلت بيتك فما سكبت على قدمي ماء. وأما هي فبالدموع بلت قدمي وبشعرها مسحتهما.
أنت ما قبلتني قبلة، وأما هي فلم تكف مذ دخلت عن تقبيل قدمي.
أنت ما دهنت رأسي بزيت معطر، أما هي فبالطيب دهنت قدمي.
فإذا قلت لك إن خطاياها الكثيرة غفرت لها، فلأنها أظهرت حبا كثيرا. وأما الذي يغفر له القليل، فإنه يظهر حبا قليلا))،
ثم قال لها:((غفرت لك خطاياك)).
فأخذ جلساؤه على الطعام يقولون في أنفسهم: ((من هذا حتى يغفر الخطايا ؟))
فقال للمرأة: ((إيمانك خلصك فاذهبي بسلام)).
وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح.
وكان عظماء الكهنة والكتبة يبحثون كيف يقتلون يسوع، لأنهم كانوا يخافون الشعب.
فدخل الشيطان في يهوذا المعروف بالإسخريوطي، وهو من جملة الاثني عشر.
فمضى وفاوض عظماء الكهنة وقادة الحرس ليرى كيف يسلمه إليهم.
ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من الفضة.
فرضي وأخذ يترقب فرصة ليسلمه إليهم بمعزل عن الجمع.
وجاء يوم الفطير، وفيه يجب ذبح حمل الفصح.
فأرسل بطرس ويوحنا وقال لهما: (( اذهبا فأعدا لنا الفصح لنأكله )).
فقالا له: (( أين تريد أن نعده؟ ))
فقال لهما: (( إذا دخلتما المدينة يلقاكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله،
وقولا لرب البيت: يقول المعلم: أين الغرفة التي آكل فيها الفصح مع تلاميذي ؟
فيريكما علية كبيرة مفروشة، فأعداه هناك )).
فذهبا فوجدا كما قال لهما، فأعدا الفصح.
فلما أتت الساعة جلس هو والرسل للطعام.
فقال لهم: (( اشتهيت شهوة شديدة أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم.
فإني أقول لكم: لا آكله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله )).
ثم تناول كأسا وشكر وقال: (( خذوا هذا واقتسموه بينكم،
فإني أقول لكم: لن أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يأتي ملكوت الله )).
ثم أخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم إياه وقال: (( هذا هو جسدي يبذل من أجلكم. إصنعوا هذا لذكري )).
وصنع مثل ذلك على الكأس بعد العشاء فقال: (( هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يراق من أجلكم.
((ومع ذلك فها إن يد الذي يسلمني هي على المائدة معي،
فابن الإنسان ماض كما قضي بذلك، ولكن الويل لذلك الإنسان الذي يسلم عن يده! ))
فأخذوا يتساءلون من تراه منهم يفعل ذلك.
ووقع بينهم جدال في من يعد أكبرهم.
فقال لهم: (( إن ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوا محسنين.
أما أنتم فليس الأمر فيكم كذلك، بل ليكن الأكبر فيكم كأنه الأصغر، والمترئس كأنه الخادم.
فمن الأكبر ؟ أمن جلس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام ؟ ومع ذلك فأنا بينكم كالذي يخدم.
أنتم الذين ثبتوا معي في محني،
وأنا أوصي لكم بالملكوت كما أوصى لي أبي به،
فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على العروش لتدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر )).
وقال الرب: (( سمعان سمعان، هوذا الشيطان قد طلبكم ليغربلكم كما تغربل الحنطة.
ولكني دعوت لك ألا تفقد إيمانك. وأنت ثبت إخوانك متى رجعت )).
فقال له (( يا رب، إني لعازم أن أمضي معك إلى السجن وإلى الموت )).
فأجابه: (( أقول لك يا بطرس: لا يصيح الديك اليوم حتى تنكر ثلاث مرات أنك تعرفني )).
وقال لهم: (( حين أرسلتكم بلا كيس دراهم ولا مزود ولا حذاء، فهل أعوزكم شيء )) قالوا: (( لا )).
فقال لهم: (( أما الآن فمن كان عنده كيس دراهم فليأخذه. وكذلك من كان عنده مزود. ومن لم يكن عنده سيف فليبع رداءه ويشتره.
فإني أقول لكم: يجب أن تتم في هذه الآية: وأحصي مع المجرمين. فإن أمري ينتهي )).
فقالوا: (( يا رب، ههنا سيفان. )) فقال لهم: (( كفى )).
ثم خرج فذهب على عادته إلى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه.
ولما وصل إلى ذلك المكان قال لهم: (( صلوا لئلا تقعوا في التجربة )).
ثم ابتعد عنهم مقدار رمية حجر وجثا يصلي فيقول:
((يا أبت، إن شئت فاصرف عني هذه الكأس… ولكن لا مشيئتي، بل مشيئتك! ))
وتراءى له ملاك من السماء يشدد عزيمته.
وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض.
ثم قام عن الصلاة فرجع إلى تلاميذه، فوجدهم نائمين من الحزن.
فقال لهم: (( ما بالكم نائمين ؟ قوموا فصلوا لئلا تقعوا في التجربة )).
وبينما هو يتكلم إذا عصابة يتقدمها المدعو يهوذا أحد الاثني عشر، فدنا من يسوع ليقبله.
فقال له يسوع: (( يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان ؟ ))
فلما رأى الذين حوله ما أوشك أن يحدث قالوا: (( يا رب، أنضرب بالسيف ؟ ))
وضرب أحدهم خادم عظيم الكهنة فقطع أذنه اليمنى.
فأجاب يسوع: (( دعوهم! كفى! )). ولمس أذنه فأبرأه
ثم قال يسوع للذين قصدوا إليه من عظماء الكهنة وقادة حرس الهيكل والشيوخ: (( أعلى لص خرجتم تحملون السيوف والعصي ؟
كنت كل يوم معكم في الهيكل، فلم تبسطوا أيديكم إلي، ولكن هذه ساعتكم ! وهذا سلطان الظلام! ))
فقبضوا عليه وساقوه فدخلوا به دار عظيم الكهنة، وكان بطرس يتبع عن بعد.
وأوقدوا نارا في ساحة الدار في وسطها، وقعدوا معا وقعد بطرس بينهم.
فرأته جارية قاعدا عند اللهب، فتفرست فيه وقالت (( وهذا أيضا كان معه! ))
فأنكر قال: (( يا امرأة، إني لا أعرفه )).
وبعد قليل رآه رجل فقال: (( أنت أيضا منهم ! )) فقال بطرس: (( يا رجل، لست منهم )).
ومضى نحو ساعة فقال آخر مؤكدا: (( حقا، هذا أيضا كان معه، فهو جليلي )).
فقال بطرس: (( يا رجل، لا أدري ما تقول )). وبينما هو يتكلم، إذا بديك يصيح.
فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب إذ قال له: (( قبل أن يصيح الديك اليوم، تنكرني ثلاث مرات )).
فخرج من الدار وبكى بكاء مرأ.
وكان الرجال الذين يحرسون يسوع يسخرون منه ويضربونه
ويقنعون وجهه فيسألونه: (( تنبأ! من ضربك ؟ ))
وأوسعوه غير ذلك من الشتائم.
ولما طلع الصباح، احتشدت جماعة شيوخ الشعب من عظماء كهنة وكتبة، فاستحضروه إلى مجلسهم
وقالوا: (( إن كنت المسيح فقل لنا ! )) فقال لهم: (( لو قلت لكم لما صدقتم،
ولو سألتكم لما أجبتم.
ولكن ابن الإنسان سيجلس بعد اليوم عن يمين الله القدير )).
فقالوا جميعا (( أفأنت ابن الله إذا ؟ )) فقال لهم: (( أنتم تقولون إني هو )) ،
فقالوا: (( ما حاجتنا بعد ذلك إلى الشهادة ؟ فقد سمعنا نحن بأنفسنا كلاما من فمه )).
وعند فجر يوم الأحد جئن إلى القبر، وهن يحملن الطيب الذي أعددنه.
فوجدن الحجر قد دحرج عن القبر.
فدخلن فلم يجدن جثمان الرب يسوع.
وبينما هن في حيرة من ذلك، إذ حضرهن رجلان عليهما ثياب براقة،
فخفن ونكسن وجوههن نحو الأرض، فقالا لهن: ((لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات ؟
إنه ليس ههنا، بل قام. أذكرن كيف كلمكن إذ كان لا يزال في الجليل،
فقال: يجب على ابن الإنسان أن يسلم إلى أيدي الخاطئين، ويصلب ويقوم في اليوم الثالث )).
فذكرن كلامه.
ورجعن من القبر، فأخبرن الأحد عشر والآخرين جميعا بهذه الأمور كلها،
وهن مريم المجدلية وحنة ومريم أم يعقوب، وسائر النسوة اللواتي معهن أخبرن الرسل بتلك الأمور.
فبدت لهم هذه الأقوال أشبه بالهذيان ولم يصدقوهن.
غير أن بطرس قام فأسرع إلى القبر وانحنى، فلم ير إلا اللفائف، فانصرف إلى بيته متعجبا مما جرى.
وإذا باثنين منهم كانا ذاهبين، في ذلك اليوم نفسه، إلى قرية اسمها عماوس، تبعد نحو ستين غلوة من أورشليم.
وكانا يتحدثان بجميع هذه الأمور التي جرت.
وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما،
على أن أعينهما حجبت عن معرفته.
فقال لهما: ((ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران ؟ )) فوقفا مكتئبين.
وأجابه أحدهما واسمه قلاوبا: ((أأنت وحدك نازل في أورشليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيام؟ ))
فقال لهما: ((ما هي؟ )) قالا له: ((ما يختص بيسوع الناصري، وكان نبيا مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كله،
كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه.
وكنا نحن نرجو أنه هو الذي سيفتدي إسرائيل ومع ذلك كله فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور.
غير أن نسوة منا قد حيرننا، فإنهن بكرن إلى القبر
فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي.
فذهب بعض أصحابنا إلى القبر، فوجدوا الحال على ما قالت النسوة. أما هو فلم يروه )).
فقال لهما: ((يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياء.
أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده ؟ ))
فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما جميع الكتب ما يختص به.
ولما قربوا من القرية التي يقصدانها، تظاهر أنه ماض إلى مكان أبعد.
فألحا عليه قالا: (( أمكث معنا، فقد حان المساء ومال النهار )). فدخل ليمكث معهما.
ولما جلس معهما للطعام أخذ الخبز وبارك ثم كسره وناولهما.
فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما.
فقال أحدهما للآخر: ((أما كان قلبنا متقدا في صدرنا، حين كان يحدثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب ؟ ))
وقاما في تلك الساعة نفسها ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين،
وكانوا يقولون إن الرب قام حقا وتراءى لسمعان.
فرويا ما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
وبينما هما يتكلمان إذا به يقوم بينهم ويقول لهم: (( السلام عليكم! ))
فأخذهم الفزع والخوف وظنوا أنهم يرون روحا.
فقال لهم: (( ما بالكم مضطربين، ولم ثارت الشكوك في قلوبكم؟
أنظروا إلى يدي وقدمي. أنا هو بنفسي. إلمسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي )).
قال هذا وأراهم يديه قدميه
غير أنهم لم يصدقوا من الفرح وظلوا يتعجبون، فقال لهم: (( أعندكم ههنا ما يؤكل ؟ ))
فناولوه قطعة سمك مشوي.
فأخذها وأكلها بمرأى منهم.
ثم قال لهم: (( ذلك كلامي الذي قلته لكم إذ كنت معكم وهو أنه يجب أن يتم كل ما كتب في شأني، في شريعة موسى وكتب الأنبياء والمزامير )).
وحينئذ فتح أذهانهم ليفهموا الكتب،
وقال لهم: (( كتب أن المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث،
وتعلن باسمه التوبة وغفران الخطايا لجميع الأمم، ابتداء من أورشليم.
وأنتم شهود على هذه الأمور.
وإني أرسل إليكم ما وعد به أبي. فامكثوا أنتم في المدينة إلى أن تلبسوا قوة من العلى )) .
ثم خرج بهم إلى القرب من بيت عنيا، ورفع يديه فباركهم.
وبينما هو يباركهم انفصل عنهم ورفع إلى السماء.
فسجدوا له، ثم رجعوا إلى أورشليم وهم في فرح عظيم.
وكانوا يلازمون الهيكل يباركون الله.
Толкования стиха Скопировать ссылку Скопировать текст Добавить в избранное
Библ. энциклопедия Библейский словарь Словарь библ. образов Практическая симфония
Цитата из Библии каждое утро
TG: t.me/azbible
Viber: vb.me/azbible